2007.. عام (الكلب) في مصر!

قاعدة ذهبية تدرّس في جميع كليات الإعلام ومعاهد التدريب الصحفي في العالم، وهي: "ليس الخبر أن كلبا عض رجل، ولكنه رجل عض كلباً!"..
ولكننا في مصر كسرنا المبادئ الصحفية وتحقق "الخبر" بعكس القاعدة السابقة؛ بعد أن تم الكشف مؤخرا عن عدد من المصريين المعقورين من الكلاب -أي المصابين بداء الكلب- قد وصل عددهم إلى 201 ألف و694 حالة!!
الرقم تم الكشف عنه من جانب وزارة الصحة المصرية، والتي أشارت أيضا إلى ارتفاع عدد الحالات عن العام الماضي، حيث كان عددها 121 ألفاً و509 حالات، بما يعني أن هناك حوالي (80) ألف عضة كلب سنويا!!
25 مليون جنيه.. ثمن عضة كلب!
من خلال هذه الأرقام يستحق عام 2007 وعن جدارة أن نطلق عليه (عام الكلب)؛ لأن الكلاب فيه قد توغلت في حياتنا، وأصبح لها كلمة عُليا في صحتنا واقتصادنا، بل سمعتنا وسط دول العالم!..
فبخلاف ما سبق، أشارت وزارة الصحة أيضا إلى أن تكلفة علاج "عض" الكلاب سنويا يصل إلى 25 مليون جنيه، حيث يتم استهلاك متوسط 600 ألف جرعة من طعم داء الكلاب لعلاج المعقورين!
الكلاب أيضا أثرت على سمعة مصر العالمية، فمنذ شهور قليلة اتهمنا بقتل الكلاب الضالة في الشوارع بالرصاص، يعني بطريقة وحشية وغير إنسانية، مما أثار المنظمات التي تدافع عن حقوق الحيوان على الحكومة المصرية وعلى رأسها مؤسسة "حماية الحيوان" التي تترأسها الممثلة الفرنسية المعتزلة "بريجيت باردو"؛ حيث ناشدت "باردو" الرئيس "مبارك" التدخل لحماية حيوانات مصر الضالة، وعرضت المساعدة في التخلص من هذه الحيوانات بطريقة أكثر تحضراً عبر مؤسستها الدولية المعنية بهذا الشأن.
وهو ما دعا الرئيس "مبارك" لتكليف وزير الزراعة واستصلاح الأراضي "أمين أباظة" بإعداد تقرير عاجل حول الكلاب الضالة، وإزالة سوء التفاهم، وتأكيد أن مصر تحترم حقوق الحيوان!
سمعة مصر أهم!
بسبب الكلاب الضالة وجدت الحكومة المصرية نفسها في مأزق، فمن ناحية، انتهاك حقوق الكلاب الضالة جعل أنصار الكلاب ومن يدافعون عنها ينشطون في مصر وخارجها، وهاتك يا إعلانات في الصحف عن أهمية الرفق بالحيوان وكيف أن الأديان السماوية تحض على معاملة الحيوانات والطيور معاملة إنسانية وتنهى عن قتلها بشكل بشع..
ومن الناحية الثانية وجد نواب البرلمان الفرصة في مهاجمة الحكومة وهاتك يا بيانات وطلبات إحاطة عن الكلاب وطرق قتلها المتبعة والتي تعكس صورة غير حضارية عن مصر وشعبها..
وحتى تهدئ الحكومة الهجوم الخارجي والداخلي عليها.. كان الحل -فيما يبدو- هو ترك الكلاب وشأنها وعدم قتلها، ومش مهم كام واحد يتعرض للعض.. المهم سمعة مصر!
عقدة الكلب!
وإذا كان هناك 201 ألف مصاب بعضة الكلب في مصر، فهناك ملايين عندهم "عقدة الكلب".. أي الخوف من عضة الكلب، فنحن لدينا قصص طويلة مع الكلاب الضالة، وحكايات كثيرة مع "عضة الكلب"، وإذا بحثت حولك ستجد حتما من تعرفه وتعرض للعض -إذا لم تكن أنت شخصيا- سواء من كلب "ضال" أو حتى كلب "متربي".. وإذ لم تكن الكلاب أمامك فـ"السلعوة" وراءك! فمن ينقذ هؤلاء من شبح العض، ومن يدافع عن حقوقهم مثل الكلاب؟!