مواقف
بقلم : أنيس منصور وتوالت أحداث حول اليابان في الصين. وقد اعتادت الصين والعالم أن مثل هذه الاحداث تمر وتتفاقم. وبس. ولكن اليابان سنة1894 اعترضت علي دخول الصين الاراضي الكورية, وتقدمت القوات اليابانية وضربت القوات الصينية وأرغمتها علي التراجع والاعتراف باستقلال كوريا, وكانت مفاجأة عالمية. وطلبت روسيا من اليابان ان تنسحب من الاراضي التي احتلتها وأيدتها المانيا وفرنسا.. ولكن منذ ذلك الوقت انفردت اليابان بمواجهة روسيا سنة1905, وتقدمت29 سفينة روسية تضرب اليابان في مياهها الاقليمية, واستخدمت اليابان اللاسلكي لاول مرة لمعرفة تحركات الاسطول الروسي الذي اغرقته وكان غرقه أول اعلان عالمي عن قيام امبراطورية يابانية فتية, اغرقت اسطولا وأسرت الآلاف وقتلت المئات من الروس.
وكانت موقعة( بحر اليابان) نقطة تحول في التاريخ الحديث.. ولم تكن حادثا عارضا, وانما كانت قدرا ومصيرا لشعب اليابان وآسيا وأوروبا, فالتفت العالم كله الي هذه الدولة التي تعلمت سرا وتقدمت سرا. فلما ظهرت علي مسرح الحرب في البر والبحر كانت المثل الاعلي للثورات بلا دماء, وانما لشعب تهيأ وانتظر صابرا ان تجيء فرصة. وجاءت فقام مؤكدا ذاته..
ومافعلته اليابان أوقف الزحف الروسي والجشع الاستعماري, وأوقفت الزحف الاوروبي علي الشرق الآسيوي. وهذا هو التحول العظيم في التاريخ الحديث..
وكما تفعل الدول العظمي عقب انتصاراتها العسكرية اعلنت اليابان ضم كوريا إليها. ولم يستطع الغرب أن يفعل شيئا. لأن هذه هي الطريقة التي فرضتها أوروبا علي آسيا وإفريقيا من مئات السنين!