السحر والشعوذة ....

أيها الأحباب الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
حديثنا في هذا اللقاء سيكون عن موضوع خطير ، وداء وبيل ، انتشر هشيمه ، وعم
ضرره ، فلا يكاد يخلو منه مجتمع وخاصة في هذا الوقت حيث وظفت الطاقات واستخدمت
تقنية الفضائيات لنشره والتهوين من شأنه ألا وهو ( السحر )
والسحر في اللغة ( صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ) .
أو هو عبارة عن ما خفي ولطف سببه .
وعرفه ابن قدامة شرعاً فقال( هو عزائم ورقى وعقد وأدوية وتدخينات وتعاويذ ،
تؤثر في القلوب والأبدان ، فتمرض وتقتل ، وتفرق بين المرء وزوجه )
ويعد السحر من كبائر الذنوب ، التي قد تودي بمتعاطيه إلى الكفر الصراح ، والشرك
البواح ، المخرج من ملة الإسلام ، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال ( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما
هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل
مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) ، وتأثير
السحر يكون بإذن الله الكوني القدري ، وهو عمل إبليسي شيطاني ، وأكثره لا
يتوصل إليه إلا بالكفر الأعظم ، والشرك الأكبر ، وهو داخل في الشرك بالله
العظيم من ناحيتين :
الأولى : لما فيه من استخدام الشياطين ، والتقرب إليهم بما يحبون ، من عبادتهم
، والذبح لهم ، وإعلان الكفر الصريح بالله وبآياته ورسله .
الثانية : لما فيه من إدعاء علم الغيب ، ودعوى مشاركة الله في ذلك .