إبراهيم عيسى أمام محكمة الجنايات أول أكتوبر
أحال المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا،إبراهيم عيسي رئيس تحرير جريدة "الدستور" إلى محاكمة جنائية تجرى في الأول من أكتوبر، بتهمة نشر شائعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين المواطنين وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة، كما وُجهت له تهمة أخرى وهي: "النشر بسوء قصد أخبارًا كاذبة وشائعات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام وإثارة الفزع" حسبما ورد في قرار الإحالة.
ونسبت نيابة أمن الدولة العليا إلى مسئولي البنك المركزي المصري قولهم: إن الشائعات التي تم نشرها في "الدستور" أثرت سلبًا على النواحي الاقتصادية لمصر مما أدى إلى سحب استثمارات أجنبية من البلاد بلغت قيمتها 350 مليون دولار خلال يومين من نشر تلك الشائعات.
كما قال مسئولو هيئة سوق المال أمام نيابة أمن الدولة العليا إنه تم رصد انخفاض مؤشر البورصة بصورة غير عادية، نتيجة ما تردد من أخبار وشائعات حول مرض الرئيس مبارك
وأضافوا أن المستثمرين تدافعوا لبيع وتسييل محافظهم الاستثمارية تجنبًا لتحمل خسائر أكبر إن صحت الشائعات مما أدى إلى زيادة حجم الأوراق المالية المعروضة للبيع وانخفاض أسعار تداولها.
ولم تصدر هيئة سوق المال أو البنك المركزي أي بيانات من قبل تشير إلى حدوث مشاكل اقتصادية بسبب نشر تلك الشائعات التي انتشرت في مصر خلال الأسابيع الأخيرة، وصاحبها تكهنات ذهبت إلى القول إن الرئيس يعاني من تدهور في حالته الصحية.
وكان الزميل إبراهيم عسي قد كتب في 30 أغسطس الماضي "إن مبارك مصاب بقصور في الدورة الدموية مما يقلل من نسبة كمية الدم الواصلة إلى أوعية المخ في لحظات قد تسفر عن إغماءات طبيعية تستغرق ثوان ودقائق".
وحسب مصادر قانونية، فإن عيسى يواجه عقوبة التهمة الأولى وهي: الحبس والغرامة بما لا يتجاوز ثلاث سنوات، أما عقوبة التهمة الثانية فهي: الحبس لمدة لا تزيد عن عام.
وتوقعت تلك المصادر أن تصدر أحكامًا بالحبس والغرامة بحقه مع وقف التنفيذ، وذلك في محاولة لتحييد جريدة "الدستور" ومنعها من تناول قضايا حساسة تمس مؤسسة الرئاسة أو ملف تسليم السلطة.
من جانبه، قال عيسى في تصريح لـ "المصريون" إن قرار إحالته إلى المحاكمة لم يفاجئه على الإطلاق، واعتبره يأتي في سياق استمرار سياسة الترويع والملاحقة لحرية الصحافة التي يمارسها النظام في الوقت الحالي، واصفًا الاتهامات الموجهة له بأنها محض هراء ولا سند لها على الإطلاق ، متسائلاً: "أين محضر تحريات أمن الدولة"؟.
وأضاف عيسى أنه نفى تدهور صحة الرئيس مبارك تمامًا، لكنه قال في الوقت نفسه إنه مصاب بقصور في الدورة الدموية والتي يعانى منها رجل مريض يبلغ من العمر 80 عامًا ولم يأت رد من أي جهة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، كما أنه نفى تمامًا الشائعات التي أفادت بوفاته.
وعما ذكر عن أن الاقتصاد القومي لحقت به أضرار فادحة، وصف رئيس تحرير "الدستور" هذا الأمر بأنه هراء تمامًا، مؤكدًا أن لديه من الوثائق والمستندات التي تكشف زيف هذه الادعاءات، مشيرا إلى أن محاكمته لو تم النظر فيها بعيدًا عن التعليمات والأوامر السياسية فإنه مطمئن لبراءته لثقته في نزاهة القضاء المصري، أما إذا صدرت تعليمات سياسية وهذا أمر وارد جدًا فليس أمامي سوى الامتثال لحكم القضاء، مضيفًا أنه يتمنى أن يكون هناك قانون حقيقي يمكن الصحافة من أن تعمل في حرية تامة ويتيح تداول المعلومات.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد قررت الأسبوع الماضي إخلاء سبيل عيسى بدون ضمانات بعد تحقيقات استمرت لمدة سبع ساعات حيث وجهت له تهمتين عقوبتهما الحبس وهما إذاعة شائعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وإلقاء الرعب بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة والنشر بسوء قصد عن أخبار كاذبة وشائعات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام وإثارة الفزع وهو ونفاه رئيس تحرير "الدستور" في التحقيقات، موضحا أن ما نشره في الصحيفة من شائعات عن صحة الرئيس كان يقصد منها التأكيد في النهاية على أن صحة الرئيس بخير وقال إنه ذكر في مقاله عبارة أن "صحة الرئيس زي الفل".
وكان عيسي قد عوقب في العام الماضي بالحبس لمدة عام بتهمة إهانة رئيس الجمهورية لكن الحكم ألغي في الاستئناف واستبدل الحبس بالغرامة، كما يحاكم إبراهيم عيسي وثلاثة رؤساء تحرير صحف مستقلة هي "صوت الأمة" و"الكرامة" و"الفجر" أمام محكمة جنح بتهمة إهانة الرئيس مبارك.
يذكر أيضا أن الرئيس مبارك كان قد تعرض لحالة إغماء في نوفمبر 2003 أثناء إلقائه خطابا أمام مجلس الشعب كما أجري جراحة في العموم الفقري في ألمانيا في يونيو 2004 إلا أن المصادر الطبية أكدت سلامته.
وفي أعقاب تردد الشائعات حول صحته، ظهر الرئيس مبارك في الإسكندرية الأسبوع الماضي لدى استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما استقبل توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط.
وزار أيضًا محافظة سوهاج مطلع هذا الأسبوع وسلم عددًا من المواطنين عقود ملكية لمنازل أقيمت لهم في الصحراء الأمر الذي دحض كافة الشائعات التي تردد عن مرضه.