طالعتنا صحيفة الصدي السودانية بخبر "فرقعة" يوم الخميس 7 سبتمبر مفاده إنها اكتشفت تزويرا في قرعة دوري أبطال إفريقيا لهذا العام، ويصب هذا التزوير لصالح ناديي الأهلي والاتحاد الليبي.
وقالت الجريدة أن مكان مباراة العودة لنهائي البطولة تم تغييره ليصبح في القاهرة أو طرابلس علي عكس القرعة الأصلية والتي أقيمت في مدينة زيورخ بسويسرا وكان من المفترض أن يلعب في السودان أو تونس.
وقدمت الجريدة صورة ضوئية تقول إنها أخذت بواسطة مراسلها في حفل القرعة الذي أقيم في احد الفنادق الكبرى بزيورخ اينذاك وتحمل الصورة برهانا علي أن مباراة العودة في النهائي كان يجب أن تلعب علي ارض الهلال السوداني أو النجم الساحلي طرفي نصف النهائي الأول للبطولة.
إلي هنا انتهي خبر الصحيفة، وحرصت أن اتاكد من صدق معلومة الصحيفة لعلنا نري ناديا مصريا مثل الأهلي يمكن ان يصل نفوذه واتصالاته لحد إجبار الاتحادات القارية علي تزوير قرعة بطولة لمصلحته! مع الأخذ في الاعتبار أن الاتهام يصل أيضا إلي نادي الاتحاد الليبي والذي لا اعرف إذا كان يملك أيضا مسؤولون قادرون علي إجبار عيسي حياتو علي تزوير أي قرعة لصالحهم.
وحرصت وان أبدا في بحثي عن صحة هذا الخبر أن لا انظر إلي نقطة أن الاتحاد الإفريقي حينها لم يكن يعلم أسماء الأربع فرق التي كانت ستتأهل إلي الدور قبل النهائي، فربما كانت هناك غرفة سرية في الفندق الذي أقيمت فيه القرعة جلس فيها عيسي حياتو مع بلورته السحرية وتمكن حينها من معرفة الأربع فرق التي ستتأهل ومن ثم أمر العاملين معه "بتظبيط" القرعة لكي تقام مباراة العودة في النهائي في القاهرة أو طرابلس...ربما ولم لا...فكل شيء جائز!
المهم...القرعة أقيمت يوم 28 مايو 2007 في كما قلت في احد الفنادق الكبرى بمدينة زيورخ السويسرية، وللأسف لا يتم متابعة القرعة بشكل دقيق سوي من بعض وكلات الأنباء التي تهتم بالكرة الإفريقية وعلي هذا فمن الصعب جدا إيجاد صور للحفل في أرشيف أي وكالة.
ولكن بالتأكيد هناك أخبار تم كتابتها مباشرة بعد انتهاء القرعة، وتوقيت هذه الأخبار هو الفيصل في تحديد ما إذا كان هناك تزوير قد حدث أو لا.
دوري أبطال إفريقيا يتم رعايته منذ فترة من خلال شركة M.T.N الجنوب افريقية، ومن اجل هذه الرعاية أنشأت الشركة موقعا رياضيا الكترونيا خصيصا للكرة الإفريقية ويتضمن هذا الموقع صفحة خاصة لتغطية البطولة سنويا.
وبدون تكلفة بحثت في أرشيف الموقع عن أول خبر صدر عن القرعة عقب نهايتها مباشرة من اجل معرفة من الصادق ومن الكاذب، وبالفعل وبدون عناء شديد تمكنت من الوصول إلي صفحة أول خبر عن القرعة والذي تم إضافته في نفس اليوم التي أجريت فيه وهو 28 مايو.
وبدون أي "فذلكة" أو "فرقعة" يمكن ببساطة لأي قارئ معرفة أن القرعة لم يحصل بها أي تلاعب حيث أن موقع الراعي الرسمي للبطولة أكد في 28 مايو وهو يوم إجراء القرعة أن مباراة العودة لنهائي دوري أبطال إفريقيا هذا العام سيقام علي ارض متصدر المجموعة الثانية (الأهلي) أو وصيف المجموعة الأولي (الاتحاد الليبي).
إذا ماذا حدث؟ أين التزوير؟ لنرجع إلي الصورة التي نشرتها صحيفة "الصدي" السودانية ونركز فيها قليلا لنري ما إذا كانت صحيحة آو لا...
بكل سهولة عزيزي القارئ يمكنك أن تكتشف بالعين المجردة أن كل فرق القرعة المكتوبة علي الشاشة منذ البداية تم كتابتها باللون الأصفر ماعدا في الدور قبل النهائي والدور النهائي....هل لان المسؤول عن إظهار القرعة علي هذه الشاشة كان يرغب في إظهار مقدرته "الفظيعة" باستخدام الألوان المتنوعة فابهرنا بالأصفر ثم الأبيض؟
ماذا لو ازدنا التركيز قليلا في الجزء الأيمن الأسفل من الشاشة الخاص بمباراتي النهائي...سنجد أن خلفية الشاشة ظاهرة للغاية باللون الأزرق الفاتح علي عكس كل أجزاء القرعة الاخري والتي أخذت الخلفية السوداء في بعض منها والأزرق الغامق في البعض الآخر. فلماذا ظهر اللون الأزرق الفاتح "اوي" عند مباراتي النهائي فقط؟ هل كان الأمر مقصودا في الكاميرا يوم القرعة؟
ساترك الإجابة لك عزيزي القارئ لتعلم من هو المزور ومن الذي بقي صامت عن التزوير ولم يريد الكشف عنه إلا بعد أن احتل الهلال السوداني المركز الثاني في المجموعة الثانية خلف النادي الأهلي ومن ثم أصبح من المستحيل للفريق السوداني أن يلعب لقاء العودة سواء في الدور قبل النهائي أو النهائي علي أرضه.