في معجم "المنجد" في الصفحة 809 شمال، العمود اللي في النص، ستجد في معنى كلمة "أشاع" أنها "أذاع" "بث" "أعلن" "نشر".. "أشاع خبرا" "أشاع سرا".. أطلق شائعة لا صحة لها أو لا تَثٌبت فيها.. وفيه أيضا أن "شيع" تعني رافق شخصا تكريما له أو خرج معه ليكرمه.. وأنت طبعا تعرف تلك العبارة الشهيرة "شٌيع إلى مثواه الأخير" التي تقال في رثاء شخص ما عند رحيله من الدنيا فهل هناك علاقة بين "الإشاعات" و"الموت"؟
يجوز.. وليس من الضروري أن ترتبط الإشاعة بالموت في معناه المباشر، لكنها قد تكون مرتبطة بموت المعلومات وموت الحرية وموت الثقة بين الحكومات والشعوب، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، فمصر كانت ومازالت وستزال -ربنا يديكم ويدينا طولة العمر- موطنا للشائعات تماما مثلما هي موطن للحرية والديمقراطية والعدالة!، والشاهد هنا أن أغلب الشائعات التي خرجت في السنوات الماضية كان معظم "دخانها" يستند إلى "نار"، صحيح أن بعض النار كان كذبا بيّنا إلا أن نظرية المؤامرة كانت حاضرة وبشدة.. فالناس صدقت نفسها لأنها نفسها -اللي هي الناس برضه- تريد أن تشعر بأهميتها في هذا الكون حتى ولو كان ذلك على سبيل "الإشاعة".. وسيظهر هذا واضحا في أشهر تسع شائعات عرفتها مصر في السنوات الماضية.. حتى شوف..