منذ سنوات لم يدخل المسجد.............ولم يسجد لله سجدة واحدة...........ويشاء الله ـ عزوجل ـ أن تكون توبتة على يد ابنته الصغيرة.
يروى القصة فيقول:
وفى احدى الايالى ، جئت من احدى سهراتى العابثة ، وكانت الساعة تشير الى الثالثة صباحا، فوجدت زوجتى وابنتى الصغيرة وهما تغطان فى سبات عميق، فاتجهت الى الغرفة المجاورة لأكمل ما تبقى من ساعات الليل فى مشاهدة بعض الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو.................. تلك الساعات , والتى ينزل فيها ربنا ـ عز وجل ـ ، فيقول : "هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فأعطيه سؤله؟.............."[/size]
[size=24]وفجأة ............ فتح باب الغرفة ، فاذا هى ابنتى الصغيرة التى لم تتجاوز الخامسة.
نظرت الى نظرة تعجب واحتقار ، وبادرتنى قائله: " يابابا ، عيب عليك ، اتق الله ........................" ، رددتها ثلاث مرات، ثم أغلقت الباب وذهبت....... أصابنى ذهول شديد ، فأغلقت جهاز الفيديو ، وجلست حائرا وكلماتها لا تزال تتردد فى مسامعى وتكاد تقتلنى ............ فخرجت فى اثرها ، فوجدتها قد عادت الى فراشها.
أصبحت كالمجنون ، لاأدرى ما الذى أصابنى فى ذلك الوقت ، وما هى الا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن مناديا لصلاة الفجر .توضأت ، وذهبت الى المسجد ولم تكن لدى رغبه شديدة فى الصلاة ،وانما الذى كان يشغلنى وبقلق بالى ، كلمات ابنتى الصغيرة.
وأقيمت الصلاة ... وكبر الامام ، وما ان سجد وسجدت خلفة وو ضعت جبهتى على الأرض ،حتى انفجرت ببكاء شديد لا أعلم له سببا ، فهذة أول سجدة أسجدها لله ـعز وجل ـ منذ سبع سنين.
دخلت البيت ، فاستقبلتنى زوجتى وهى تبكى .......... فقلت لها : مالك يا امرأة؟! فجاء جوابها كالصاعقة : لقد ماتت ابنتك.........
لم أتمالك نفسى من هول الصدمة، وانفجرت بالبكاء .... وبعد أن هدأت نفسى ، تذكرت أن ما حدث لى ما هو الا ابتلاء من الله ـ عزو جل ـ
حضر صاحبى ، وأخذ الطفلة وغسلها وكفنها ، وصلينا علبها ، ثم ذهبنا بها الى المقبرة ، فقال لى صاحبى : لا يليق أن يدخلها فى القبر غيرك .. فحملتها والدموع تملأ عينى ، ووضعتها فى اللحد ....................................
أنا لم أدفن ابنتى ، وانما دفنت النور الذى أضاء لى الطريق فى هذة الحياة ، فأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يجعلها سترا لى من النار ، وأن يجزى زوجتى المؤمنة الصابرة خير الجزاء.